⁃ محادثة شخص على الجوال كان يجلس في مقهى :
” هلا والله .. شلونك وشلون العيال..وش الاخبار .. لا يا شيخ .. وينك ، طيب انا جاي بالطريق “
⁃ مقطع فيديو لشيلة بصوت عالي من جوال شخص في انتظار مستشفى.
استوقفتني الاحداث اعلاه لانها في كل مره تكون مزعجة بشكل أكبر من السابق رغم تكرارها وتسألت عن سبب ذلك؟
لماذا لا تزعجني محادثة شخصان يجلسان بجانبي في المقهى ، و لا يزعجني صوت التلفزيون!!
عرف العلماء تلك الحالة بمسمى ” نصف محادثة ” أو Halfalogue
وحسب احد الدراسات المنشورة في مجلة جمعية علم النفس : ان سماع طرف واحد من المحادثة فقط يشتت الانتباه بشكل أكبر و يقلل من التركيز على المهام الأخرى.
تقول الدكتورة لورين إمبرسون ، متخصصة في علم النفس في جامعة كورنيل ، أن الفكرة جاءت لها عندما كانت تستقل الحافلة كطالبة جامعية في جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر ، كندا : “كنت أتنقل لمدة 45 دقيقة بالحافلة كل يوم ، وشعرت حقًا أنني لا أستطيع فعل أي شيء آخر عندما كان شخص ما يتحدث بالهاتف الجوال”. “لم أستطع القراءة. لم أستطع حتى الاستماع إلى موسيقاي. لقد كنت مشتتة للغاية” وبدأت بالتساؤل عن سبب ذلك .
لبحث الموضوع قامت بتصميم تجربة على النحو التالي:
قامت بتسجيل محادثة بين شخصين بحيث يكون صوت الطرفين مسموع ” محادثة / dialogue “
و نفس المحادثة بحيث يكون صوت طرف واحد فقط مسموع ” نص محادثة / halfalogue “ مثل محادثة الجوال.
ثم قامت بعرض التسجيلات على متطوعين أثناء قيامهم بمهام مختلفة على الكمبيوتر تتطلب الانتباه ، مثل تتبع نقطة متحركة على شاشة الكمبيوتر باستخدام الفأرة.
واتضح بشكل قاطع من التجربة أن المتطوعين كانوا أسوأ بكثير في مهام التركيز عندما كانوا يسمعون نصف المحادثة فقط.
السبب يرجع إلى أن أدمغتنا تتجاهل بشكل أو بآخر الأشياء المعتادة التي يمكن التنبؤ بها ( محادثة شخصين في مقهى ، صوت التلفزيون ) ، وتعطى المزيد من الاهتمام للأشياء التي لا يمكن التنبؤ بها ( نصف محادثة شخص على الجوال ، صوت مقطع فيديو او موسيقى بصوت عالي من جوال ) .
عندما يكون طرفي المحادثة مسموعين ، فان الحديث يجري بشكل متوقع وعقلك يتجاهله ، لكن محادثة الهاتف الجوال لا يمكن التنبؤ بها تمامًا وعقلك يجبرك على الانتباه.
المرة القادمة قبل التحدث بالجوال بصوت عالي او عند الرغبة في مشاهدة أو الاستماع لمقاطع في الجوال بدون سماعة ، تذكر انه يجب علينا احترام الاخرين و الالتزام بآداب الأماكن العامة لان لذلك تأثير عميق في ادراك الاشخاص من حولك، ليس لانهم يتنصتون ( قاطين أذانيهم ) و لكن لانهم مجبرون على الاستماع من الاساس.
د. محمد العدالة
٤ ديسمبر
تحياتي
مقال مختصر جداااا
إعجابإعجاب